
القدر بوصفه فرصة
لـِ Thorwald Dethlefsen
سوف يطّلع القارئ في هذا الكتاب على ما يوجّهه المؤلِّف من انتقاد إلى طريقة التفكير السببي، التي اعتاد عليها العقل البشري، والتي تقسم الحقيقة الكلّية إلى حقائق أصغر وأقل كمالًا تنتظم في مستويات أفقية متراكبة بعضها فوق بعض ارتفاعًا ودنوًّا حسب درجة تعقيدها، بحيث ترتبط حقائق المستوى الواحد بسلاسل من العلاقات السببية. ويرى المؤلِّف أن هذا النمط من التفكير وحيد الجانب لا يسـمح بالوصول إلى الحقيقة الكلّية، بل يُبقينا أسـرى الحقائق الجـزئية.
يستند المؤلِّف في طروحاته إلى مبدأ “القطبية” كطريقة تفكير شاملة، عرفها الفكر البشري منذ القدم، ولكنه أهملها، وهي تقينا، عبر فهمها والاعتياد عليها، من مطاردة حقائق جزئية لا تروي ظمأ العقل البشري وتعطّشه إلى المعرفة الشاملة.
كما ويطرح المؤلِّف في هذا السياق نتائج تجاربه الطبية لسنين طويلة في مجال ما يسمّيه “فنّ شفاء المرضى”، والتي استخدم فيها طرائق للشفاء بعيدة عن الكيمياء والمداواة: كالتنويم والمعالجة بالمثل والمعالجة بالتقمّص، منتقدًا طرائق وتقنيات الطب العلمي المادي، الذي يعتمد معالجة الأعراض المرضية بحميّة عالية من دون الاكتراث كثيرًا بالمريض الإنسان، الذي هو كلّ متكامل ووحدة لا تتجزّأ.