
كل لذّة تطلب الخلود
لـِ كونراد باول ليسمان
أنت ذاهب إلى النساء؟ لا تنسَ، المرأة تلوّح بالسوط. يمكن للمرء أن يُعمل ذهنه ويُطيل التفكير: ما معنى السوط في هذا السياق؟ من ناحية أولى تُعدّ أداة العقاب والتأديب هذه تعبيرًا عن علاقة عنيفة يتم عكسها هنا ضد اندفاعنا الأول: العنف يصدر هنا عن المرأة. ومن ناحية ثانية تحوّل السوط إلى تعبير عن رغبة يجب على المرء أن يخضع لها طوعًا أو كرهًا. فالسوط سوط الشهوة، سوط الغرائز التي يستسلم لها المرء، والتي تنزع إلى تعطيل العقل. أما المرأة التي تلوح بالسوط فهي موضوع تقليدي في تاريخ الفلسفة منذ العصور القديمة. وهذا ما كان نيتشه، اللغويّ الكلاسيكي والفيلسوف، يعرفه، وهو موضوع يبيّن أنه حتى أذكى وأرجح شخص ليس محصَّنًا ضد تعطيل عقله لصالح شهوات جسده. هناك نادرة شهيرة تُحكى عن أرسطوطالس: كان تلميذ أقلاطون العظيم مُغرمًا بإحدى جواريه إلى درجة أنه استسلم لها وكان تحت رحمتها بالكامل. أرسطوطالس، معلّم الإسكندر الأكبر حاكم العالم، يخضع لجارية بسبب ولعه وشغفه ورغباته. ثمة توصيفات مصوَّرة منذ العصور القديمة تُظهر كيف يقوم أرسطوطالس بدور مطية تنهال عليه خادمته بالسوط. هذا ما يلمّح إليه نيتشه بذلك الترتيب، ولا يدور الموضوع حول الصراع بين الجنسين بقدر ما يدور حول التوتّر القائم بين الروح والجسد، بين الجسد والعقل، بين الفلسفة والشهوانية.