نصبت آدا الكاميرا في غرفة الجلوس وشرعت في تصوير الأزواج، الذين يعبرون الفناء الداخلي في طريقهم إلى جلسة المعالجة. ما الذي يجمع هؤلاء الأزواج، تسأل آدا نفسها. وفي حين أن زوجها السابق فريد كان قد وجد منذ زمن طويل صديقة جديدة من بنات بلده، كانت هي قلقة على مستقبلها المهني، وتُغوي رجالًا من دون تمييز وتلقي في سرّها بالمسؤولية عن كلّ شيء على فاني بالذات، ابنتها العاقلة جدًا. على أنه لم يتأكّد لـ آدا، إلّا بعد أن انخرطت سيرا، شقيقة فريد الصغيرة، في الثورة العربية من حيث لا تدري، أنه يوجد خارج نطاق كونها الصغير عالم يواصل دورانه باستمرار.

تكتب أنيكا رايش عن حياة عادية تمامًا لأناس عاديين تمامًا. تكتب عن التعارض بين الخصوصية الشخصية والحدث العالمي، بين الحبّ والشهوة العارية.

أنيكا رايش: وُلِدَت في ميونيخ في عام 1973 وتعيش في برلين. تعمل مدرّسة في أكاديمية دوسلدورف للفنون. وهي معاونة للرسّامة كاتارينا غروسه. تشرف بالاشتراك مع مؤلِّفات أخريات على المدوَّنة الإلكترونية أنا. اليوم. 10 قبل 8 لصالح صحيفة فرانكفورتر ألغماينه. صدرت قصتها تفلون في عام 2003، تلتها الروايتان عبر الريح (2010) و34 مترًا فوق سطح البحر (2012).