في عام 1950 يصل برنارد هابر مع أهله، وهو في العاشرة من عمره، من برسلاو إلى مدينة ساكسونية صغيرة، يُفضِّل فيها المرء رؤية اللاجئين والمهجَّرين ومن هدمَ القصف بيوتهم يواصلون رحيلهم اليوم قبل الغد. سرعان ما يدرك الفتى أن الطريق الوحيدة أمامه هي تلقّي الضربات المرة تلو الأخرى، والتغلّب على الصعوبات. لا يستغرب أحد من أن برنارد، وبعد إنهائه الصفّ الثامن، يشرع في تدريبه المهني، ليصبح نجّارًا مثل أبيه، وذلك قبل أن يكسب، فيما بعد، أموالًا طائلة بين وقت وآخر، كصاحب أرجوحة دوّارة في المواسم الشعبية.

بيتر كولر، الذي نقل في سيّارة معدَّلة أعدادًا من الركّاب إلى برلين العربية، وزُجَّ به في السجن بضع سنوات، يعرف بالضبط من أين لـ برنارد هذا اليُسر والرخاء، ولكنه لا يشي به.

يحالف الحظّ برنارد بالأشخاص من حوله: زوجته فريدريكه المولعة به، أخت زوجته كاتارينا، التي علّمته ما هو الحبّ، صاحب المنشرة زيغورد، الذي يحرص على قبول برنارد في نادي البولينغ، بوصفه معلّم نجارة، حيث يلتقي أصحاب الأعمال الحرة لممارسة الضغط والتأثير في سياسة المدينة… قبل عام 1989، ومن باب أولى في السنوات الصاخبة التي تلت ذلك.

“الاستيلاء على الأرض رواية عظيمة… نادرًا ما عرض المؤلِّف كريستوف هاين لأحداث وقصص جانبية بهذا الهزل، سواء أكانت الرحلة الجنوبية بالمنطاد، التي يقوم بها عجوز مجنون على نحو يثير الإعجاب، أم بلاء الخنافس الصيفي، أم مشقّة الحبّ وعناءه”.