0%
Still working...

أغنية العسل

لـِ رالف دولتي

من يعلم أن النحل بالنسبة للمصريين القدماء نشأ من دموع إله الشمس؟ من يعلم أن الإله الهندوسي فيشنو، حافظ العالم، ينام بجانب إله الحبّ في زهرة لوتس؟ وأن الاعتقاد بأن جمهرات النحل تولَد في جيف الثيران هو اعتقاد استمرّ طوال العصور القديمة؟ من يعلم أن المسيح اعتُبِرَ في العصور الوسطى نحلة سماوية، والعذراء مريم – خلية نحل؟ من يعلم أن العسل كان رمزًا لحلاوة الحقيقة الإلهية واستعارةً شهوانية لمسرّات الحبّ الأرضي؟ وأن ثمة علاقة خفيّة قائمة بين النحل والقبلات منذ العصور القديمة؟ من يعلم أن عديدين من رجال الفكر والأدب، من فرجيل إلى سيلفيا بلاث، كانوا مربّي نحل شغوفين؟ وأن الشعراء، من بيندار إلى ماندلستام وغارسيا لوركا، شبّهوا أنفسهم بالنحلة، وأن ريلكه وصف الشعراء بـ “نحل اللامرئي”؟..

لا شك في أن القوة الرمزية لنحلة العسل ثابتٌ إنساني. أصغر الحيوانات النافعة جميعًا لا تهب الإسنان إسهامها الإلقاحي في نشوء الفواكه والخضار وحسب، وإنما تهبه أيضًا غذاءً ومادة تحلية وأنوار الشموع، وذلك بعسلها وشمعها. لقد استدعت النحلة طقوسًا دينية، وجرّت إلى نشوء خرافات وقصص أعجوبية. كما رمزت إلى الحسّ الجماعي والتضحية بالنفس والاحتياط للمستقبل والنظام الموزون والطهارة والاجتهاد والمثابرة والوفرة. غير أنها رمزت أيضًا إلى السحر والتنبّؤ، إلى الروح والإلهام. 

يحكي رالف دوتلي عن كلّ ذلك ببراعة وسعة اطّلاع.. وبالشعر.

التصنيفات

تاريخ النشر

2018-01-01

سنة النشر

2018

الناشر

سوريا